Love Graphic #127

 

الجمعة، 21 مايو 2010

الوان البالونات


كنت صامتاً وهي كذلك، مشينا تحت غيمة شتوية ظللت البنايات

التي انغلقت شبابيكها في وجه البرد، الشارع أكثر هدوءاً من 

المعتاد والمساء اقترب، قطعت وإياها عدة شوارع دون أن 

تفاتحني فيما هاتفتني من أجله لنلتقي، اقترحت عليها أن نجلس

في مقهي أعجبتنا طاولاته المزركشة ودرجات اللون البني في 

جدرانه وكراسيه، توقفنا لثوان أمام المقهي، لكنها بدأت في 

الحديث أخيراً وهي تتابع المشي، أعربت عن خوفها إزاء 

خطوتها المقبلة، كان يجدر بخوفها أن يفاجئني وأنا الذي أعرف 

أنها حلمت بزواجها من حبيبها أعواماً طويلة، قاومت خلالها 

الأهل والغربة وانتقادات الآخرين، رفعت رأسها ونظرت إلي ولم 

تجد أثر كلامها في ملامحي، في تلك الأيام كنت أتخبط في أفكار

العدم التي وضعت ستائر ثقيلة بيني وبين الناس والمشاعر.

غمغمت باستفسارات تقليدية، زادت من سرعة خطواتها وهي 


تستفيض في شرح مخاوفها، وكنت أجاهد لأخصص جانباً من

عقلي ليتابع حديثها، اقتطف المفيد من كلامها وعيوني شاردة 

تتابع ولداً صغيراً يبيع البالونات، من حين لآخر كانت تفلت منه

بالونة إثر أخري يقودها الهواء إلي شوارع خالية، أعجبتني 

ألوان البالونات، لكنني أشفقت علي الولد، في سيرنا اقتربنا منه،

منحته قروشاً ولاحظت أن قميصه ممزق في أكثر من موضع.

«هه»؟ كانت تنتظر مني جواباً علي سؤال لم أسمعه، اعتذرت


عن شرودي وقلت لها ما تريد سماعه عن القلق الطبيعي

والمخاوف الصحية والحب....... إلخ.

استمعت إلي بتوتر ونقص تركيز، فشعرت فجأة أنني أريد العودة


للمنزل، قررت أن أدعي موعداً أو انشغالاً، لكنها سبقتني وقالت

إنها تأخرت، أوصلتها إلي مدخل سلم المترو، وراقبتها وهي 

تبتعد إلي أسفل وسط بقية النازلين، وبدت لي صغيرة وضعيفة

ومسكينة، فاندهشت من أنها كانت تدوخني في تلك الأيام البعيدة

محمد خير

2 التعليقات:

مي يقول...

حلوة اوى وحساها اكتر
الاسلوب هايل بجد
تحياتى لابداعك

غير معرف يقول...

القصه حلوه اوى
بس تعرفى اكتر حاجه بتغيظنى وتخالينى فى حاله هستيريا
انى ابقى بتكلم واللى بكلمه ولا هنا
عاشت ايدك
تحياتى

[اغلاق]

ads